8-01-2012 الأيام صفحة 20 هناك مسألة تؤرقني وغير مفهومة ولا يوجد لها تفسير، لجنة بسيوني انتهت الى توصيات واتهامات ومرئيات شملت الجميع هل هذا ما فهمنا؟ ثم لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ توصيات لجنة بسيوني.. واضح؟ ولجنة متابعة تطبيق التوصيات.. بالإضافة الى اللجنة المقترحة من رجال القانون من بريطانيا لتفسير مرئيات بسيوني.. وأخيراً اللجنة المتفرعة عن لجنة متابعة التوصيات.. هذه اللجان الى متى سوف يستمر عملها؟ وكم سنة نحتاج؟ والى كم مليار خسائر تتحملها البحرين ؟ والى أي حد من ضبط النفس يمكن ان تتحمله النفس ، فانا اعرف مواطنين ومواطنات بحرينيات اعتادوا على الدخول والخروج يومياً من المستشفيات بسبب ارتفاع حالات ضغط الدم والسكر بسبب ضبط النفس فإلى أي مدى سيتحمل المواطن البحريني حالة الحرب النفسية التي يخوضها كل يوم مع نفسه ومع الدولة التي لا تريد أن تسمع وجع المواطن الذي بلغ حد الانفجار الداخلي.
هناك إذن صماء لا تريد أن تسمع، وهناك قرار بالصمت لا يريد ان يعرف ما يدور وسط العامة من الناس، كما ان هناك اكتفاء بالمعلومات تجعل المواطن يتوجه نحو وسائل الاعلام الخارجية وهي بالمحصلة معادية يستقي المعلومات ما دام الاعلام المحلي في بيات شتوي.
أمام هذه الحالة من الصمت والصم والبكم التي عليها البحرين أصبح البحرينيون يتندرون هذه الأيام بأنهم سيذهبون الى لندن جميعهم والإقامة هناك حتى يصبحوا بعدها على علم ودراية بما يجري في البحرين وهذا يذكرني بحال العرب بعد هزيمة يونيو 1967 حينما أفاق سكان العالم العربي جميعهم بعد ستة أيام من الحرب مع اسرائيل على هزيمة نكراء تم خلالها احتلال أراضي مصر وسوريا والاردن ولبنان وكاد الأمر يصل الى بغداد لولا عدم رغبة تل أبيب ببغداد حينها وكان الاعلام العربي وعلى رأسه يومها احمد سعيد يصف سقوط الطائرات الاسرائيلية في الحرب مثل الذباب، فإذا بإسرائيل تحتل العالم العربي. لا نريد ان نكون مثل العرب في 1967 ولا نريد ان نكون مثل الزوج آخر من يعلم، ولكن للأسف حالنا اليوم هو حال الزوج الذي هو آخر من يعلم رغم الحديث اليومي عن توصيات وتطبيق توصيات ولجان ولجان متابعة ومستشارين بريطانيين في الطريق ومستشارين أمنيين قادمين وغيرهم من الأجانب والعرب الذين يدخلون ويخرجون من البحرين ولا نعرف السالفة وين؟ السالفة كما قال شكسبير منذ بضعة قرون .. نكون أو لا نكون .
الحالة اليوم لم تعد تطاق والمواطن (طق خلقه) ولا يعرف الى من يتوجه، يسألنا نحن الإعلاميين والسياسيين والكتاب فلا نعرف أكثر مما يعرف هو واذا عرفنا شيئا عابرا فاتتنا أشياء عابرة وإذا فهمنا أمرا فاتتنا أمور والطريق يبدو مسدود. ما يبدو على الساحة ان هناك حراكا في كل اتجاه وبذات الوقت العنف والتخريب في كل مكان وطال كل شيء من مدارس ومنتزهات وأشخاص ومصالح ورجال أمن ومواطنين ونسمع ان البحرين بخير والبحرين مقدمة على خطوات ونأمل في ذلك، ولكن المواطن اليوم ضاق خلقه بكل ما حوله ولم يعد يصدق من ويكذب من؟ اخبرونا بذمتكم.. نصدق من ولا نكذب من؟ يتحدثون عن اللحمة الوطنية والوحدة الوطنية والسلم الأهلي وعودة النفوس الى طبيعتها.. كل ذلك كلام جميل، ولكن على أرض الواقع يختلف الأمر وسأقولها بكل صراحة ويتحمل المسئولية من يرى الأمر على الواقع.. المواطن من سترة يستطيع في أي وقت من النهار أو الليل أن يدخل أي منطقة في البحرين سواء المحرق او الرفاع أو الزلاق من دون خشية ولا خوف، فهل يستطيع المواطن من المحرق من الحد او البسيتين بالمثل ان يدخل سترة في أي وقت من النهار أو الليل؟ الجواب متروك للجميع. اذا أردتم ان تعالجوا الأمر من أساسه فانظروا الى المسالة من هذه الزاوية وكفى الله المؤمنين شر القتال.
|
اللجنة الوطنية