21-1-2012 صحيفة الأيام اعتبر صحافيون وحقوقيون ومسؤولون شاركوا مساء أمس في حفل تدشين «ميثاق الشرف الصحفي» أن تدشين الميثاق خطوة مهمة للارتقاء بالصحافة في البحرين وتعزيز مهنيتها ومصداقيتها.
وقال رئيس المجلس الوطني ورئيس اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ توصيات لجنة تقصّي الحقائق علي صالح الصالح في لقاء مع «الأيام» أمس على هامش الاحتفال إن تدشين الميثاق هي مبادرة طيّبة، وتصب في إطار توصيات اللجنة البحرينية المستقلّة لتقصّي الحقائق، كما تصب في إطار التوافقات التي توصلّ لها المشاركون في حوار التوافق الوطني».وأشار الصالح إلى الدور المهم الذي تضطلع به الصحافة على صعيد توجيه وتشكيل الرأي العام، وهو الأمر الذي يفرض عليها التزامات ومسؤوليات كبيرة جداً، وجاء هذا الميثاق ليؤكّد ويعززّ من تلك المسؤوليات.
وقال «نحن في اللجنة الوطنية لتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق ندعم وبقوة هذا التوجه، كما إننا ندعم الاقتراح الذي تقدّم به رئيس جمعية الصحفيين عيسى الشايجي بشأن لمّ الشمل، ونعتقد ان هذه المرحلة هي مرحلة لمّ الشمل، وهي مرحلة إعادة اللحمة الوطنية التي تعرّضت في الأشهر الماضية لكثير من التصدّع، الأمر الذي يفرض على كافة القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني أن تشارك وبقوة وتتعاون وتتكاتف جهودها من اجل الوحدة الوطنية، ولاشكّ بأن جمعية الصحفيين والجسم الصحفي في البحرين بحاجة إلى مثل هذه المبادرات».
وأضاف «نأمل أن يُترجم هذا الاقتراح على أرض الواقع، وأن يرى النور، وأن تتضافر جهود كل الصحفيين في البحرين من أجل تحقيق اللحمة الوطنية، وأن يجتمعوا على كلمة سواء».
وتابع «نأمل أيضاً ان تبادر كل الصحف المحلية لدعم حملات لم الشمل والمصالحة الوطنية».
وقال «إننا نتطلع إلى عمل صحافي يرتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها المملكة، وأن يكون الحراك الصحفي مساعداً على تجاوز ما تعاني منه البلاد من تداعيات الأحداث المؤسفة».
وحول المجلس الوطني قال «من جهتنا كسلطة تشريعية، فإننا سنعمل من أجل تطوير كافة الأطر والتشريعات ذات العلاقة بالعمل الصحفي وحريّة التعبير، وبأن يكون لدينا إعلام حرّ ومسؤول في ذات الوقت».
من جهته، اعتبر الزميل إبراهيم بشمي أن تدشين الميثاق هو خطوة مهمة جداً، «ونأمل أن تساهم في فتح الأبواب المواربة بيننا وبين البعض الذين فضلوا عدم الحضور»، وقال «القضية ليست قضية ميثاق شرف فحسب، ولكنها قضية وطن وشعب، فإما أن نساهم كصحفيين في المحافظة على وحدة الوطن وتلاحمه، أو أن نساهم في تمزيقه».
وأضاف «الميثاق يأتي كخطوة من الخطوات التي تهدف إلى تلحيم الجسم الصحفي، وإزالة كل ما أدّت له الأزمة التي مررنا بها في البحرين من تداعيات سلبية، وأعتقد أنه لقي ترحيباً واسعاً من قسم كبير من الصحفيين في البحرين، كما لقي ترحيباً من اتحاد الصحفيين العرب، ومن الاتحاد الدولي للصحفيين».
وأيّد بشمي المقترح الذي طرحته الجمعية أمس بشأن مبادرة لم الشمل، وقال «الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب هما جهتان محايدتان، وقادرتان على فتح حوار بين كافة الصحفيين في البحرين، كما أنهما يملكان الخبرة اللازمة والنوايا الحسنة في رأب الصدع».
وأضاف «علينا البحث عن مساحة مشتركة نحقق فيها مصلحة الوطن ونتجاوز فيها كافة المصالح الفئوية الضيقة، وأنا أؤكد على أهمية البحث عن المشترك والابتعاد عن الخلافات السياسية، فالدستور يكفل حرية الرأي والتعبير والآراء السياسية المختلفة».
من جهته، أكّد رئيس تحرير صحيفة البلاد الزميل مؤنس المردي على ضرورة تدشين «ميثاق الشرف» في المرحلة المهمة التي تمرّ بها البحرين، والتي تستلزم أن يكون للصحافة دور إيجابي ومحوري على صعيد تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز قيم التعايش والتسامح والمواطنة الحقّة والسلم الأهلي وسيادة القانون.
وأكّد أن الميثاق سيساهم في الارتقاء بمهنة الصحافة في البحرين، وقال «بلا شكّ فإن القيم الأخلاقية التي تضمنها الميثاق موجودة بشكل عام في الأجواء الصحفية البحرينية، ولكن يأتي الميثاق ليعززها ويؤكّدها ويثبتها بشكل علني».
من جانبه، قال رئيس جمعية مبادئ لحقوق الإنسان عبدالله الدوسري «أعتقد أن مبادرة جمعية الصحفيين بشأن ميثاق الشرف جاءت في وقت يحتاج فيه الجسم الصحفي إلى تعزيز المهنية والمصداقية وكافة القيم التي ترسّخ وتجذر العمل الصحافي وموقعه في البحرين، خصوصاً وأن للعمل الصحفي تاريخاً طويلاً في البحرين وهو تاريخ حافل ومليء بالعطاء والزخم وخدمة الوطن».
وتابع «الصحافة الحرة والمسؤولة هي جوهر المجتمع الديمقراطي السليم، وجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتستهدف تنوير الرأي العام وتحقيق مصلحة الوطن والدفاع عن وحدته وأمنه واستقراره، ولذلك من الضرورة أن تنتهج الصحافة مبدأ الدقة والمصداقية والشفافية، وهو ما يصبو له ميثاق الشرف».
وتابع «إننا نؤمن بأهمية الكلمة النزيهة والآراء الموضوعية في تنمية المجتمع البحريني وتعميق روح الألفة والوحدة الوطنية في إطار حق الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر في سياق من التعددية والحيادية والمصداقية وسيادة القانون، وهو ما يجب أن يرسخه العمل الصحفي، وأن يرتقي بأدائه ويضمن الحفاظ على آداب وأخلاقيات المهنة، ويحمي حقوق الصحفيين».
|
اللجنة الوطنية