English
اللجنة الوطنية - اللجنة المكلفة بمتابعة توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق اللجنة الوطنية - اللجنة المكلفة بمتابعة توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق
الأخبار
 

(قبضة الثائرين) لإفشال وثيقة المصالحة

في الوقت الذي دشن فيه رئيس مجلس الشورى وثيقة المصالحة الوطنية، التي أريد منها أن تكون بداية النهاية لفترة مظلمة عانى الجميع خلالها الكثير....

15-01-2012 صحيفة الوطن

فريد أحمد حسن

في الوقت الذي دشن فيه رئيس مجلس الشورى وثيقة المصالحة الوطنية، التي أريد منها أن تكون بداية النهاية لفترة مظلمة عانى الجميع خلالها الكثير. مساهمة من أصحاب العقول النيرة في جمع الشمل، وفي الوقت الذي بدأ فيه كثير من الناس بمراجعة أنفسهم ومواقفهم بعدما لمسوا ورأوا بأم أعينهم كيف أن ذلك الشرخ الكبير الذي تسبب فيه شيطان فبراير كاد أن يودي بالبحرين وبحضارتها التي تمتد إلى خمسة آلاف سنة. في هذا الوقت نفسه تنبري فئة تطلق على نفسها اسم ائتلاف فبراير لتعلن عن بدء الدخول في مرحلة جديدة مناقضة لراية السلام والمصالحة المرفوعة من مجلس الشورى والمسنودة من العاقلين؛ حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي ذات العلاقة خلال الأيام القليلة الماضية بالدعوات الشاحنة للشباب لرفع السيف في وجه أي مبادرة خيرة يمكن أن تخرج البحرين من مساحة الألم وذلك عبر إطلاق مشروعين ناريين أحدهما اتخذ له اسم “راية الدفاع المقدس” والآخر “مرحلة قبضة الثائرين”؛ في خطوة غريبة ليس لها سوى معنى واحد هو الاستمرار في المواجهة لتحقيق أهداف ليس بينها إصلاح ولا تطوير، وليس لها تفسير إلا رفض أي خطوة عاقلة بغية تحقيق مآرب لم تعد خافية.

مبادرة مجلس الشورى لم تأتِ من فراغ، لكنها جاءت بعد معاناة طويلة عاشتها البحرين ولتضع نقطة على السطر تتيح لشعب البحرين فرصة معاودة النقش في سجل الحضارة العالمية.. ولتبدأ من أول السطر، فالمبادرة تعبير عن رغبة شعبية في الدرجة الأولى ورغبة كل الأطراف للخروج من هذه الأزمة التي عرضت البلاد لعواصف هوجاء على مدى عام كامل، وهي تعبير عن صوت العقل الذي تحتاجه البحرين في هذه الفترة على وجه الخصوص، وهي بمثابة صرخة يريد مطلقوها أن يقولوا “خلاص.. كفى.. فليس من الحكمة أن يواصل هذا الشعب الجميل الذي يحترمه العالم أجمع هذا الطريق الوعر الذي لا يعود على أحد منه بخير”.

هذه الدعوة الرائعة والمبادرة العاقلة التي حصلت القبول والدعم الفوري من اللجنة المعنية بتوصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تواجه برفع ما أطلق عليه راية الدفاع المقدس وقبضة الثائرين. أما الراية فالمقصود بها مواجهة عناصر الأمن (ليتعلموا أننا لهم بالمرصاد.. وليعلموا أنه ليس لنا معكم كلام وإنما القوة.. ولا مجال للتراجع.. سنسحق المعتدين.. ولن نركع..)، وغير هذه الشعارات التي نشرت مصحوبة بصور وبدعوات أخرى صريحة ومباشرة لتوظيف المولوتوف ولبدء الدخول في مرحلة جديدة قاسية عنوانها المواجهة.. حيث الشباب (جهزوا أنفسهم ولبسوا أكفانهم) حسب تعبير تلك البيانات والدعوات.

لكن بالتأكيد هذا الصد المريب من قبل هذا الائتلاف غير الواضح الأهداف وهذا الرفض غير المنطقي لهذه الدعوة العاقلة ينبغي ألا يكون سبباً في التوقف عن هكذا خطوة، وهي كما أعلن سيتم التوقيع عليها من قبل مؤسسات الدولة الدستورية والوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية والمهنية، وأن هدفها هو الإسهام في جمع الشمل داخل بيئة العمل الواحدة.

ليس صد الصد فقط هو الذي يجب القيام به وعدم السماح له ليغتال هذه الفكرة الوطنية الخيرة، لكن ينبغي منع أي تحرك سالب قد يكون سبباً في تقليص الهمم بما في ذلك الكلام الناقص الذي يحمل عناوين مثل (ثم ماذا بعد الوثيقة؟) و(ماذا ستفيدنا هذه الخطوة..؟ إنها مجرد توقيعات غير ملزمة) وغيره من كلام محبط.

تحية لمجلس الشورى ورئيسه؛ وتحية لكل من سيقف في وجه تلك المشاريع التي لايزال أصحابها يصرون على رفع السيف في مقابل اليد الممدودة للمصالحة الوطنية.

آخر الأخبار
فيديو

كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في حفل تسليم تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق