23-1-2012 صحيفة الأيام
طارق العامر
لا صوت يعلو اليوم فوق صوت الوفاق وتنفيذ كل اوامرها لكسب رضائها، فلا أحد يتحدث عن حق المؤذن الآسيوي الذي قطع لسانه.. هل تتذكرون جثتي الشرطيين كاشف منظور ومحمد فاروق عبدالصمد اللتين تم سحلهما في الشارع وكـذلك شهيد الواجب احمد المريسي والشرطي ماجد اصغر .. لا يجرؤ كائن من كان اليوم ان يتحدث عن جريمة قتل سائق التاكسي المسكين راشد المعمري، او حادث الاعتداء البشع على الطالب الجامعي خالد السردي.. وغيرهم. فالكل اليوم مشغول بالحديث عن عودة المفصولين، لا وما شاء الله خط ساخن لتسجيل أي مضايقات يتعرضون لها من قبل «المشاغبين» اثناء الدوام، وسمح لي أزيدك حتى أعلك زود، الأخوة المفصولون اللي مو عاجبه الشغل، او يتعرضون للقلق او الازعاج، او ان مقر العمل بعيد عن مسكنهم.. بسيطة «جاري نقلهم او البحث لهم عن عمل آخر»، المهم رضا الوفاق، وحتى المعلمون والذين شاركوا في الاعتصامات والاضرابات وكادوا ان يتسببوا بشل القطاع التعليمي والحركة الأكاديمية وشطروا المؤسسات التعليمية طائفياً من المرحلة الابتدائية إلى المستويات العليا والجامعية، وسيسوا العملية التعليمية عن بكرة ابيها «اليوم عاد، كأن شيئا لم يكن، وبراءة الأطفال في عينيه.
لا تشغل نفسك بعيدا عما اقوله واسمع زين، الطلبة الذين كسروا منشآت جامعة البحرين، وقد بلغت الكلفة المباشرة لإصلاح ما تم تخريبه على ايديهم من مباني ومنشآت 350 ألف دينار، وحملوا قضبان الحديد والسكاكين في وجه زملائهم، واعتدوا على الهيئة التعليمية، وروعوا الطلبة «كما ظهر في التلفزيون» رجعوا الى مقاعدهم الدراسية، لا وأبشرك «الشاعرة اياها» رجعت ايضا الى مقعدها السابق برفقة حراسة شخصية «يا دلع .. يا دلع .. ادلع .. و بين الحلوين أتطلع»!! خليك قاعد وأسمع ما اقوله للآخر، الحقل الطبي الذي دنست وانتهكت حرماته، بأفعال الأطباء الاجرامية التى سقطت معها كل قيمة إنسانية أو مهنية تعلموها أثناء تأهلهم لوصف «ملائكة الرحمة»، وطبعا جميعكم شاهدتم وعبر تلفزيون البحرين انذاك، عددا من أبناء الجاليات الأجنبية الجرحى والمصابين وهم يُقادون مكبلي الأيدي إلى مستشفى السلمانية بين صفين من الممرضين والأطباء والمحتشدين الذين انهالوا عليهم بالضرب والشتم والسب، وتتذكرون الاطباء الذين شكلوا اعتصاما ونصبوا خياما واحتلوا مستشفي السلمانية واستخدموا اكبر مستشفي يقدم خدماته بالمجان، لأغراض سياسية، ومنعوا فئة من المواطنيين وحتى الأجانب من تلقي العلاج، وقد ادانوا من قبل لجنة تقصي الحقائق، لكنهم عادوا الى اعمالهم السابقة «سلاما سلام»!! لن اطيل واتحدث عن ايام الخوف والرعب التى عاشها اطفالنا ونساؤنا، لكن سأحاول ان اجهر بصوتي واذكركم، فالذكرى قد تنفع المؤمنيين، والأنسان قد ينسى فى زخم الأحداث المتجددة والتي لا تتوقف أن يسأل: ماذا عن الذين وقفوا ودافعوا عن الوطن؟؟ من أنبرى في الدفاع عن وطنه، ووقف في ساعات الليل المتأخرة وظهر على شاشات تلفزيون البحرين للدفاع عن الوطن وكشف الحقيقة..
يبدو انها في حسبة اليوم اصبح غلطان ومحرض وافاك وطائفي.. طيب، واللي وقف على قنوات العالم والمنار واثني عشر قناة اخرى شاركت في المؤامرة، وقام بالتشهير بوطنه والتطاول على رموزها ومارس صنوف الكذب والدجل، كيف سيكون السبيل للتعامل معه.. هم هذا بدلعونه ثم بتعوضونه ايضا؟؟ كان لدي أمل فى أن أرى قرارات من اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ توصيات بسيوني تنصف شهداء الواجب والمتطوعين وكل الذين وقفوا سداً منيعاً في وجه المؤامرة، لكي نخلص من نفق النفاق التي ندخلها بإصرار، كنت متعطشا لأي قرارات تذكر بالفضل والعرفان لكل مواطن شريف واقف وهو اعزل الا من صدره العاري وهو يصرخ «البحرين عربية خليفية» لكنني فوجئت بأن عقلية الإنكار ما زالت سيد الموقف دون أن يدرك أحد أنها تشكل خطورة على مستقبل هذا الوطن!! لن ازيد اكثر لأني اعرف ومتأكد ان الكثير من الوفاقيين حريصون على قراءة ما اكتبه، وهم الآن يقرأون ما اقوله بكثير من الشماتة وهم يتندرون، لكن اقول لهم: لا تفرحوا، يوما ما سيكون لديكم حق مسلوب، وستستشعرون مرارة الضنك والظلم، والحق ان لم يقض في الدنيا، كان قضاء الله يوم الحساب اشد. كلمة أخيرة، عزيزي المواطن الشريف: تحية لك على وطنيتك وتفهمك لما يجري وضبطك لنفسك، تحية لك على نجاة الوطن من المؤامرة، تحية لك على حزنك على شهداء الواجب المريسي كاشف منظور ومحمد فاروق عبدالصمد والرجل راشد المعمري وغيرهم وعلى كل مصاب سقط في سبيل الدفاع عن هذه الارض، أنت اليوم قطعة من هذه الارض تتحرك بكل ما فيها من إخلاص وانتماء، فلا تحزن لأنك لست الملام في هذا كله، ولا يغرنك شنأن قوم، فأنت على الحق لأنك انتصرت لوطن بأكمله، حتى ولو كان هناك قطاع طرق لا يحبون الوطن، ويكافأوون اليوم على اجرامهم بحق هذا الوطن، فلا تحزن!! عزيزي المواطن الشريف، أنا فخور بك ويشرفني أن أكون اخاك في الوطن، ولا أملك ما اكافئك به، سوى أن أطلب منك أن تتقبل تحياتي واحترامي الشخصى لك، وتحيا أمنا البحرين.
|
اللجنة الوطنية