English
اللجنة الوطنية - اللجنة المكلفة بمتابعة توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق اللجنة الوطنية - اللجنة المكلفة بمتابعة توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق
الأخبار
 

المصــــارحــــة شــــرط للمصــالحـــة!

ليس منا من يرفض أية مبادرة تدعو للمصالحة الوطنية وتكون سبباً لنزع فتيل الاحتقان ...

20-1-2012 صحيفة الوطن

غازي الغريري: ليس منا من يرفض أية مبادرة تدعو للمصالحة الوطنية وتكون سبباً لنزع فتيل الاحتقان الحاصل في المجتمع، فمن منا لا يريد السلم الاجتماعي والعيش بأمن واستقرار بعيداً عن التأزيم، إلا أن هذه المصالحة لا بد أن تسبقها مصارحة واعتراف بالأخطاء من قبل الجانبين، والجلوس على طاولة واحدة يتم فيها المكاشفة لكل ما حدث إبان الأزمة التي مرت بها البلاد، والاعتذار من الطرف الذي أدخل الوطن في أزمة كان بغنى عنها لولا محاولة ركب موجة ما يسمى بـ “الربيع العربي”. ما يدعو للغرابة أن مبادرات المصالحة لا تلقى أية اعتبار من قبل المعارضة، وعلى رأسها الوفاق، التي نراها على العكس تصعد من خطابها السياسي وتدعو إلى مواصلة الاحتجاج “السلمي” كما تدعي، في الوقت ذاته نرى فلتان في الشارع واللجوء إلى العنف وزعزعة الأمن والاستقرار الذي افتقدناه منذ فبراير الماضي بحجة الديمقراطية والحرية في التعبير التي كانت ذريعة لهذه القوى من أجل مآرب أخرى في نفسها هي أعلم بها.

عند الحديث عن أجواء مصالحة وطنية؛ من المفترض أن يكون الجو العام في البلاد مستقراً ولا توجد تهديدات يومية لرجال الأمن بالقتل من خلال إلقاء زجاجات المولوتوف عليهم، والتوعد أن يكون فبراير المقبل بداية لعمليات تخريبية لا يجرأ قائلها أن يفعل شيئاً مما قال، لا يستقيم مع ذلك أن تكون مصالحة ومازالت الوفاق تجرنا إلى المجهول من خلال إلقاء قيادييها الخطب التحريضية على النزول إلى الشارع، وما فعالياتها التي تقوم بها إلا استفزاز يتبعه مصادمات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين المناصرين للوفاق، في الوقت الذي لا نرى أي من قادة هذه الجمعية في مقدمة أية مظاهرة يحشدون لها، وهم دائماً يريدون بهذه الأفعال وقوع مزيد من الضحايا والخسائر البشرية من رجال الأمن ومن المتظاهرين. من الأولى قبل إطلاق أي مبادرة لمصالحة وطنية أن يتم وقف العنف وعودة الهدوء إلى الشارع، وهنا يأتي دور رجال الدين في التوعية بخطورة المواجهة والعنف الذي لن يجدي نفعاً لأي طرف، بل سيزيد الاحتقان ولن نصل إلى حل مشترك ينزع فتيل الأزمة، ومن يعول على أن المصالحة بشكلها الحالي ستكون الطريق إلى الحل يكون مخطئاً، وقبلها يجب على المتسببين بدخولنا في هذه الأزمة أن يمتلكوا الشجاعة والصراحة في الوقت ذاته ليعتذروا للشعب على ما اقترفوه. كيف تكون مصالحة وطنية ومازالت الوفاق عند رفض وزارة الداخلية لمسيرة تدعو لها في منطقة حساسة تعطل معها مسيرتهم مصالح المواطنين، يصرون على إقامتها في تحدٍ واضح من الوفاق ومناصريها، وهو ما يبين انكشاف الزيف السياسي والشعارات التي كانت الوفاق تطلقها بأنها تدعو إلى السلمية، وأنها لا تسعى إلى الإضرار بأي من مكونات المجتمع، وأنها تدعو إلى الالتزام بالقانون والدستور، في حين أنها أول من يكسر ويتجاوز القانون، وما يدعو للعجب أيضاً أن فعاليات الوفاق دائماً ما تتزامن مع حدث أو فعالية هامة في البلاد. كان البعض يحدوه الأمل في أن توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق ستخرج البلاد من أزمة فبراير المؤسفة التي مازالت تداعياتها حتى هذه اللحظة، وأنه المنقذ الذي سيعطي الدولة الحق في وقف كل مظاهر أعمال العنف والانفلات، إلا أن العنف ازداد وخطابات التحريض كثرت، واكتشفنا أن توصيات بسيوني لم تكن إلا بمثابة المرشد فقط لطريق الخروج من عنق الزجاجة.

آخر الأخبار
فيديو

كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في حفل تسليم تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق